الساعاتت الأخيرة من حياة يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، كان المشهد يوحي بمزيج من التوتر والمقاومة، في تلك الدقائق العصيبة التي رصدتها طائرة استطلاع إسرائيلية، كان السنوار يجلس داخل منزل مهدم، ملثمًا، ويبدو أنه على دراية بالخطر المحدق. الكاميرا التقطته وهو يحاول إسقاط طائرة بدون طيار كانت تحوم فوقه، محاولًا ضربها بعصا خشبية، كأنها محاولة أخيرة للدفاع عن حياته.
القصة بدأت قبل ساعات من هذا المشهد، عندما رصدت القوات الإسرائيلية تحركات مشبوهة في حي تل السلطان برفح. التقارير الاستخباراتية أشارت إلى وجود شخصيات بارزة من حركة حماس داخل أحد المنازل. كانت الطائرات المسيّرة تحلق فوق المكان لرصد التحركات، وفي ظل ذلك، كانت الدبابات على استعداد للتدخل.
في لحظة حرجة، عند الساعة الثالثة عصرًا، أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة دمرت المنزل الذي كان يتواجد فيه السنوار. ووسط الأنقاض والدخان، نجا السنوار بأعجوبة، ولكن جروحه كانت بادية. وبينما كان الدم ينزف من يده، جلس وحيدًا في غرفة مدمرة يحاول بجهود يائسة التصدي لطائرة الاستطلاع.
السنوار، الذي أدار المقاومة بقبضة من حديد وكان وراء عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بدا وكأنه يدرك أن هذه هي النهاية. لم يكن بإمكانه الاختباء بعد الآن، فالحصار كان محكمًا والطائرات الإسرائيلية تراقب كل حركة. ورغم جراحه، لم يتراجع أو يستسلم.
مع حلول المساء، دخلت القوات الإسرائيلية مرة أخرى إلى المنطقة، ليتمكنوا أخيرًا من تأكيد هوية الجثة. وبين الأنقاض والأشلاء، وجدت القوات سترة عسكرية محملة بالقنابل اليدوية، دليلًا على التحضيرات التي كانت قائمة لخوض معركة حتى الرمق الأخير. بعد التشخيص والتدقيق، أعلنت إسرائيل مقتل السنوار، لتطوي صفحة من أكثر الشخصيات القيادية تأثيرًا في حركة حماس.
0 تعليقات
اترك رد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني